تقول احداهن:
مع اقتراب الشتاء وبرودة أجواءه، قام زوجي بتركيب مدفئة لبيتنا بعد سنوات قضيناها دونها، ومن شدة سعادتي بها اتصلت بوالدتي لأعلمها بذلك، فسرت كثيرا هي الأخرى وباركت لي عليها، وعلى سبيل المزاح أردفت بابتسامة قائلة: يبدو أنك لن تقومي بزيارتنا هذا الشتاء، ستألفين دفء بيتك فيغدو بيتنا الذي يفتقد للدفء الكافي باردا بالنسبة لك!
رغم كونها مجرد مزحة إلا أنها جعلتني اتساءل لوهلة بيني وبين نفسي: هل حقا يمكن للرفاهية وان كانت بسيطة ان تنسينا يوما ما ذكرياتنا وجمعتنا مع أحبائنا!؟ هل حقا يمكن للجماد ان يعوضنا أرواحا في أي لحظة قد يرحلون عنا!؟
لم اتوقع ان تضعني الحياة ولو مزحة بين خيارين لا يمكن حتى التفكير في المقارنة بينهما، بين جلسة دافئة رغم برودتها وجلسة لا تكف الاشواق على تحسيسنا ببعض البرد رغم دفئها!
حينها ابتسمت وأجبتها: حتى لو كنت أقيم في قصر وبيت والدي كوخ صغير لا موقد فيه ولا غطاء، لما طابت لي قهوة كقهوته ولا جلسة كجلساته ولا نومة هنيئة كالنوم بين جدرانه، فإن كانت جدران بيتي عامرة بالدفء، فلكم في قلبي المشتاق ركن كبير سيظل باردا دون لقائكم، وقضاء جلساته المعتادة برفقتكم♡.

#سميحةبولبروات