تجاهل وترفع واحتقر...ولا تتفاعل ولا تبالي...عندما ترى شخصا عجز عن جذب إنتباه الناس بمحتوى راقي أو مضمون جدي أو بعمل فيه قيمة...فتعمد إستفزازهم برأي تافه أو موقف سخيف ومقصود ضد التيار ليستدرجهم نحو مناقشة ذلك بسذاجة...فيقعون في الفخ ويتحدثون عنه ويتداولون إسمه...ويستمتع هو بتحقيق هدفه الرخيص والسهل...الذي لم يكلفه جهدا أو ذكاء أو موهبة بل فقط مجرد إستفزاز سخيف للرأي العام...لتحقيق شهرة سريعة ورخيصة وعابرة...وتريند مؤقت وفارغ بلا قيمة...

لا تشارك في تحويل التافهين إلى مشاهير...!!!

👈 هناك معلقين في قناة البيين أفضّل أن أخرسهم بالتيليكوموند وأشاهد المقابلة صامتة دون ثرثرتهم وثقلهم وسذاجتهم...الصوت أيضا يتطلب كاريزما تخاطب الروح وتصل الى قلب المستمع...وهناك معلقين ناجحين بخفة الروح وبالحرفية وسرعة البديهة والأسلوب...المعلق أسلوب...والأسلوب هو شخصية المعلق...!!!
المعلّم عصام الشوالي تعرفه من بصمة صوته...ومن أسلوبه...وتفهم شعوره من نبراته...وترتاح لتعليقه ولمبالغاته الظريفة...وهو يوفق بين العقل والعاطفة...وبين وجدانه وواجبه...لكن بعض زملائه تعاليقهم تعذيب...وتنكيل بمزاج المشاهد...!!!

👈 مصر دون محمد صلاح أفضل وأقوى وأجرأ...اللاعبون تحرروا كأنهم تخلصوا من عبئ...والمدرب حررهم ومنحهم أكثر صلاحيات بدون صلاح...وكأن وجوده كان يضيق عليهم المساحات...فهو يتحرك متثاقلا ويلعب متراخيا...غابت تمريراته الحاسمة ومراوغاته المصيرية وسرعته المربكة التي نشاهدها مع ليفربول...ومنذ خروجه اليوم عادت الروح إلى اللاعبين وتحولوا إلى مقاتلين...وافتكوا الميدان وانتصروا وكأن روحا جديدة نُفخت فيهم...وكأن صلاح كان مشكلا وليس حلا...!!!

صلاح لم يعد مجرد لاعب مصري دولي فقط...لقد تحول إلى مجموعة خيبات أمل رياضية وسياسية وقومية ووجدانية...إلى رمز للخذلان والنفاق والنكران...وهو يمثل موقفا سياسيا متنافر مع المواقف الشعبية ومتنكر للوجدان العربي...ولولا إصابته اليوم لما تجرأ المدرب على تغييره...حتى لو نام على الميدان...!!!

👈 رغم الهزيمة المذلة والآداء السخيف...وبعد التوبيخ الجماهيري والتقريع الإعلامي...ورغم يأسي من المدرب...مازال عندي أمل...وما زالت ثقتي في جواجي لاعبي المنتخب التونسي كبيرة...هناك مقابلات تُلعب من أجل الكرامة...ومقابلة مالي إحداها...يكفي أن تكون في صدرك قرينتا وفي روحك جواجي لتثأر لكرامتك...وتسترجع بعض كبريائك وهيبتك...وقد فعلوها سابقا وعادوا من بعيد وتوهجوا من الرماد...مع نفس هذا المدرب الذي لم يعد موجودا...منذ سرب خبر مغادرته للمنتخب وهو في ذروة المسابقة...ولم ينتظر حتى نتجاوز الصعوبات القادمة مراعاة لتركيز لاعبيه...!!!

عندي أمل في نخوة اللاعبين...في " نغرتهم "...في روحهم القتالية التي أنقذتهم سابقا من مآزق أكبر...عندي ثقة في ردهم على كل التوبيخ الذي إستهدفهم...وأرجو أن لا أكون قد بالغت وأفرطت في آمالي...وأعرف أن بعضهم يقرأ هذه الكلمات ويتابعني وأحدهم تحدث معي هنا...ورسالتي إليهم هي فقط : إنتقموا لكرامتكم بالانتصار...أقوى إنتقام هو الانتصار...وأفضل خطة هي الروح القتالية...!!!

👈 جلال القادري هو مثال لترذيل الكفاءة في تونس...هذه ليست مجرد هزيمة مذلّة...إنها فضيحة...بذرنا الكثير من الوقت في تجديد فرص لا يستحقها هذا المدرب...رغم أن الجامعة قادرة على إنتداب مدرب كبير ومحترم ولائق بتاريخ المنتخب...واليوم نجني عواقب الثقة المهدورة في مدرب عنيد عبث بآمال الجماهير وبهيبة المنتخب...لم تظلمنا النتيجة !