هناك نوعان من الحرية...حرية مطلقة لا قيود لها...تبنى على جهل  بالواقع الحاضر...ومايحيطه...وتنكر التاريخ والماضي...فلا هي تتقبله ولا هي قادرة على تغيره... فتراها تتخبط في موج من الظلمات...كأعمى البصيرة الذي لا نور له...حرية تتغذى على الكره...وتنموا بالتكبر... فتخرج عن سياقها...وتفرغ من مفهومها الفلسفي السامي...فتكون بذالك أقرب إلى ردت الفعل الشخصية...منها إلى الحرية بمفهومها العام...وغالبا ما ينتمي إليها مجموعة من الفنانين...والصحافيين...وممن يدعون الفكر...الذين ألهاهم التكاثر...حتى زاروا مقابر الفكر قبل الجسد...الذين يضنون أنهم وحدهم من يعلمون و غيرهم جاهل...وحدهم يملكون حقهم في النقد وغيرهم ثالب شاتم...وحدهم من لهم الحق في الإبداع وغيرهم رديء فاشل...حرية مبينة على الإقصاء... تقودها الأنانية و حب النفس المفرط...وتطغى عليها الشهوة...ونسيى أهلها أو تناسوا أن الأفكار منبع الأفعال... وإن ضلى الفكرفسد بعده العمل...فيغتلوا بذالك توازن كل شيء...تندثر الأخلاق و يتفكك المجتمع

وحرية لا تقيدها...بل تأطرها صلتها بالواقع ومايحيطه... فتجعله بذالك تسمو و ترتقي إلى أعلى المراتب... حرية ليست بمعزل عن المجتمع و فكره...عن الفكر و أصله... عن الأصل وما قبله...تحترم الغير وان خالف...وتخالف الباطل وان ضهر...حرية خالصة لا تشويها أحداث تاريخي والايديولوجي مجردة...تنبع فقط من النفس النقية...هي الانعكاس الاسمى لفطرة للانسان السليمة...هي الإنسان ان اختصرته...هي ليست بحكر على النخية...ينتمي إليها البسطاء أصحاب القلوب الرقيقة الصافية...تقرب ولا تبعد...تجمع ولا تفرق...وما غير ذالك هو الفتنة...