أرهقتني الدُنيا..
أتعبني حُسن ظني في الجميع، آذاني لينُ قلبي، أتت لي كثرة صمتي وعدم مقدرتي لشرح ما بداخلي بسوءِ الظن، جلبت لي ثقتي في الناس بمصائب لم تكُن بالحُسبان، أفسدني التجاوز المُستمر، والتظاهر باللامُبالاة، والعفوية المُفرطة، والخوف مِن كل شيء، ومُلاحظتي لكل شيء، أصابني التعمُق في الأشياء بالهلع، والخوف مِن الفقدِ بالقلق، أصبح بداخلي شخصٌ حائر لا يمُتَّ للهدوء بِصلة، شخصٌ مُضطرب كم يودَّ بأن يستريح..
واعلم يا فتى أنك لن تفهم حقيقة الأشخاص إلا وقت الخلاف، ولن تكتشف معادنهم إلا في الشدائد، ولن تتفاجأ أنهم تغيروا معك إلا إذا خالفت مصالحهم، لذلك سل الله دومًا واصدُق في الطلب، أن يُنير بصيرتك قبل بصرك، وأن يجعل حظك هُم أهل المودة التي لا تتغير، والعِشرة التي لا تهون، والحُب الذي ليس فيه انبهارٌ مُزيف، أو وهمٌ كاذب، أو حقيقة يكون أصلها سراب.!